فضاء حر

يا فخامة الرئيس .. ماذا يعني ان الفاعل “القاعدة”

يمنات
القاعدة ليست تنظيما ولكنها ظاهرة , والظاهرة توجد كأحداث وليس كشخصية اعتبارية يمكن تحديدها و معرفتها وتحميلها مسئولية كجهة بعينها لها هدف خاص بها تعمل على تحقيقه , ولكنها تظهر في البيئة المؤاتة لظهورها كأحداث ينفذها اشخاص هم في الغالب ليسوا سوى منفذين , بينما من يعمل على تحقيق هدف ما من الحدث الذي ينسب للقاعدة هو طرف لا يظهر في الصورة .
اي مجموعة من الاشخاص يكون لها تركيبة مزاجية ” اصولية ” يمكن توظيفها لضرب هدف ما , فيتم صنعها او تشكيلها كقاعدة ومن ثم توجيهها لضرب الهدف في اي وقت , و دون ان يشترط ان المجموعات التي قامت بالعمليات التي تتم وتنسبت للقاعدة مرتبطة او هناك ما يجمعها كلها , فلا يجمعها زمان ولا مكان ولا هدف ولا خصم ولا تواصل , وكل ما يجمعها هو المزاج المتقارب لأعضاء هذه المجموعات لا اكثر .
القاعدة قد تستخدم من اي كان فقد يستخدمها طرف وقد يستخدمها طرف مناقض تماما , و كل ما يلزم من اراد ان يستخدمها هو ان يهيئ لها الظروف المناسبة لمزاجها ” الاصولي ” ومن ثم يشكل له مجموعه ممن يحملون هذا المزاج في المجتمع ويشكلهم كقاعدة خاصة لعمليته , ويستخدم هذه المجموعة لتحقيق هدفه ومن ثم ينهيها اذا ما شاء او يواريها عن الانظار , و بالطبع من يستخدمون هذه المجموعات التي يسمونها بالقاعدة هم اطراف لا يظهرون على الصورة .
على ذلك عندما يتم القول ان منفذي اي عملية هم القاعدة ويتم التوقف هنا فذلك يعني اضاعة القضية , لأنه ليس ثمت طرف يمكن معرفته وتحميله مسئولية واتخاذ اجراءات قانونية ضده لعدم وجود شخصية معنوية او اعتبارية له في المجتمع .
ما يجب تجاه الاحداث التي تنسب للقاعدة اذا كان المطلوب هو تحقيق جاد للوصول للفاعل هو ان يتم التعامل مع الاشخاص الذين يمكن الوقوف عليهم في اي حادثة باعتبارهم ” اداة الجريمة ” فقط , وان يستمر التحقيق من خلالهم للوصول الى من يقف ورائهم , بالعمل على الاجابة على تساؤلات منها من الذي مول هذه المجموعة ؟ ومن الذي سهل لها ؟ ومن الذي اؤاها عند الاعداد لعمليتها ؟ وهكذا , وحينها سيصل التحقيق الى من هو الفاعل المتواري عن الأنظار والذي كان وراء قيام المجموعة ( القاعدة ) ليحقق هدفه وهو بعيد .
على ما سبق اقول لفخامة الرئيس : يجب ان يستمر التحقيق للوصول الى من كان وراء ” القاعدة ” التي نفذت عملية مجمع الدفاع ,وان يجيب التحقيق على اسئلة منها من سّهل دخول هولاء السعوديين الى اليمن ؟ واين اقاموا اثناء الاعداد للعملية ؟ ومن كان على صلة بهم فترة وجودهم في اليمن ؟ , ومن زودهم بالمعلومات اللازمة للتخطيط للعملية ؟ ومن .. ومن … ومن .. , واذا اجاب التحقيق على هذه التساؤلات فحينها يمكن القول ان هناك تحقيق قد تم , اما التحقيق الذي رفع اليوم فهو كمن يقدم المسدس الذي ارتكبت به عملية قتل ولكنه لا يقول من هو القاتل الذي استخدم هذا المسدس للقتل , وبالطبع لا يمكن القول بان المسدس هو القاتل … القاعدة هي المسدس ” اداة الجريمة ” فقط والسؤال لايزال باقي من هو القاتل ؟ من هو الذي يقف وراء هذه العملية .
عبدالوهاب الشرفي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى